الملتقى الوطني حول: الدين والفن - مخبر تطوير للبحث في العلوم الإجتماعية والإنسانية

خلف كل الأسئلة الميتافيزيقية التي تحاصر الإنسان وتقلقه، يعمل الدين على تقديم أجوبة عن أسئلة الإنسان تلك، محاولا بث روح الأمان والطمأنينة فيه وهو يتساءل عن المطلق ويبحث عنه، وإذا كانت الحقيقة كما يقدمها الدين تأتي في غالبها من شرع أو قوانين أو تعاليم وتجيء من الخارج، فهي بالتالي حقيقة مفارقة(vérité paradoxale)، فإن الحقيقة في الفن تأتي من الداخل،من التجربة الحية ومن التواصل مع المباشر مع الأشياء والوجود. لهذا كانت الحقيقة في الفن حقيقة محايثة (vérité Immanente) .قد يبدو هذا القول تلميحا مسبقا إلى اختلاف جذري بين ماهو ديني وماهو فني ،بيد أن الذي ينبغي أن لا نغفله هو أن التجربة الفنية لاترفض ماهو ديني،بل ترفض الإقصاء الديني للرمز الإستيطيقي في الوجود والعالم وإن كانت التجربة الفنية كذلك تشمل حتى طقوس الدين وشعائره. في مقابل ذلك نجد الكثير من مواقف دينية ترفض ماهو إبداعي استيطيقي، بل قد تصل إلى حد منع وتحريم العمل الفني في حالات عديدة.

في هذا السياق يأتي هذا الملتقى الوطني ليحاول الوقوف على واحدة من أهم وأكبر المشكلات تعقيدا وحساسية. تلك التي تتمثل في علاقة التعبير الفني بالعمق الروحي الديني. ففي ترافق الفن بالدين، تواجه الباحث أسئلة عديدة تسهم في استشكال السؤال الفلسفي بين الفني الإبداعي ، وبين الديني الاعتقادي والتعبدي.

فهل ينتج الدين فنا؟ ومن يؤسس ويرسى الآخر هل الدين أم الفن؟
ماهي العلاقة التي تحكم الدين والفن؟ وهل الفن خادم للدين؟
ما هي حدود الدين والفن؟ وهل يتكامل الفن والدين؟
هل يمكننا أن نماثل بين ماهو ديني وما هو فني؟
هل مهمة الدين تكريس الفني أم تقنينه وضبطه ومن ثم تقييد أشكال حضوره، وأنماط الارتباط به ؟
ثم إذا كان الشق الديني روحيا (spirituel) فإن الشق الفني غالبا مانجده حسيا (sensuel)، فكيف يمكن للإنسان بالتالي أن يعبر عن هذه الطاقة الداخلية – الدينية الروحية- وتمظهراتها الخارجية الحسية – الفنية- ؟
وبالمجمل يمكننا دمج هذه الأسئلة المقلقة في سؤال مهم جامع وهو : هل ثمة إمكان لالتقاء القول الديني بالعمل الفني الجمالي؟

المحــاور:

المحور الأول: تأملات حول الدين والفن

ماهية الدين والفن ومقاصدهما.
الدين والفن في الحضارات الشرقية القديمة.
الفن في الديانات السماوية.

المحور الثاني

الدين والفن من منظور فلسفي: نماذج من محاولات

فلسفية بين الفصل و الإتصال والتوفيق.

المحور الثالث: الدين والفن سيكولوجيا

الدين والفن من منظور نفسي سيكولوجي،مقاربات نفسية سيكولوجية حول الدين والتجربة الجمالية.
المحور الثالث: الدين والفن انثروبولوجيا:
الدين والفن من منظور علم الإجتماع والأنثروبولوجيا : المقدس الديني والذوق الجمالي لدى الثقافات والمجتمعات العريقة،نماذج عن التضاد والتوفيق.

المحور الرابع: جدل الدين والفن

التطبيقات الفنية والشعائر الدينية.
الخطاب الجمالي و النص الديني.
الفن والدين بين أزمات التأويليات ونزعات السرديات.

ترسل المشاركة إلى البريد الالكتروني : lssmp.oran2@gmail.com

أو إلى أحد أعضاء اللجنة العلمية